ما هي معادلة النجاح في أعمال الخطوط الجوية؟


الأربعاء, 10 نيسان 2013

بقلم ساشا فورهيرد

إذا تكلمنا بإختصار (وإذا تكلمنا نظريا) فإنه من السهل نسبياً وصف الخطوط الجوية الناجحة . الهدف الوحيد للخطوط الجوية التجارية الناجحة هو الطيران بأمان من النقطة أ إلى النقطة ب والعودة إلى النقطة أ وخلال ذلك تحقيق إيرادات تفوق الكلفة التي أنفقتها.

ولكن لسوء الحظ في الحياة العملية هي مهمة أكثر تعقيدا وليست بتلك البساطة التي ذكرناها حيث أنه من فكرة بداية مشروع خطوط جوية إلى إجراء عملية طيران ناجحة للخطوط الجوية هنالك الآلاف من القرارات يجب أن تُتخذ كل قرار من هذه القرارات من المحتمل أن يجازف بنجاح الشركة والقرار الصحيح في البدايات ليس مختلفاً كثيراً في واقع الأمر عن أي ناقل جوي مؤسس منذ مدة .

 في كل يوم النجاح المستقبلي لأي خطوط جوية مهدد بالتطورات الداخلية والخارجية والقرارات الصائبة والخاطئة التي تُتخذ حالما تبدأ أي شركة العمل وتستمر من المهم لها أن تحفظ عدة عوامل باستمرار تحت السيطرة لتضمن النجاح على المدى البعيد .اللائحة التالية من العوامل  التي على الشركة متابعتها حتى الآن ليست مكتملة ولكنها بمجموعها تشكل الأفكار المبدئية المعقدة :
  • العوامل الخارجية ( على سبيل المثال أسعار الوقود المتقلبة ومعدلات الفور يكس والاضطرابات السياسية كالتي تدور حالياً في مناطق أوروبا والشرق الأوسط  عدم حل الديون الحكومية كما في مناطق أوروبا والولايات المتحدة  والمنافسين الحاليين والمحتملين مستقبلاً ونشاطاتهم ومتطلبات العملاء وسلوكياتهم والكوارث الطبيعية ...الخ ).

  • العمليات ( لإجراء عملية ما بكفاءة وأمان في أي من الخطوط الجوية هذا يشمل أعمال كل يوم بيومه في عمليات الطيران والعمليات الأرضية والصيانة وأعمال الهندسة الخ فمنذ تشغيل أي خط جوي لا يكون الأمر لمجرد متعة الطيران الخالصة لكنها ترتبط ارتباطاً واضحاً بهدف تقاضي ثمن لهذا الطيران والذي ينبغي أن يتضمن الوظائف التجارية والمالية والإدارية في هذه المجموعة من العوامل أيضاً).

  • الإيرادات ( واحدة من أجمل العوامل ولكنها في نفس الوقت من أكبر التحديات في مجال أعمال الخطوط الجوية لذلك فإن نفس درجة الخدمة في نفس الرحلة لديها امتداد واسع من الإيرادات المختلفة . الهدف الوحيد في هذا المجال التأكد من تحقيق أقصى قدر ممكن من الإيرادات لكل مقعد مبيع لأكبر عدد ممكن من المقاعد. بالإضافة إلى أنه يجب أن يُساعد في توليد ايرادات إضافية كلما كان ذلك ممكنا وبالتماشي مع استراتيجية الشركة). 

  • التكلفة ( هذا العامل يشمل بشكل رئيسي كل نشاط وكل استغلال جيد لعملية ما على خط جوي ما رغم أن هنالك الآلاف والآلاف من عوامل رفع التكاليف يمكننا أن نبدأ اللائحة بالعامل الرئيسي على سبيل المثال الطائرة وقودها وصيانتها وطاقمها والبنية التحتية الخ)

طالما أننا نعيش في عالم متبدل باستمرار بفعل التطورات والتغيرات التي تتطرأ على العوامل المذكورة أعلاه والعوامل الفرعية فإنه بات من الضروري أن نعرّف أهداف الشركة واستراتيجياتها ( بالإضافة الى وحدة العمل الفرعية واستراتيجيات الأقسام) للسماح بتوجيهه كبناء والتأكد من أن تفويض المسؤوليات لن يقود إلى تعطيل النظام . التعريف المتكامل لاستراتيجية معينة سيشمل الإدارة العليا والمتوسطة والتنفيذية على حد سواء وعلى كل الفريق أن يفهم الاتجاه العام للشركة و التأكد مرتين مما إذا كانت أعمالهم متطابقة معه .

ما هي معادلة النجاح في أعمال الخطوط الجوية؟دعونا نركز على عامل التكلفة على الرغم من الشخص يمكنه أن يكتب كتب عن كل عامل من العوامل السابقة وفروعها .

الخطوط الجوية الناجحة عبر العالم تتميز عن منافسيها الأقل نجاحاً منها بعدة طرق. واحدة من المعايير الشائعة للمرشحين الفائزين هو مدى الجهد المبذول للسيطرة على كافة التكاليف وتحسين التكاليف الثابتة ( كلما كان هذا ممكناً بدون المساس بالأمان  أو أي من الأهداف الاستراتيجية الموضوعة ).

كبار اللاعبين المنفذين لمشاريع تحسين الشركات ترتكز على أساس سنوي أو نصف سنوي.

عوامل الإنتاج الأخرى المهمة ( على سبيل المثال العمليات والموارد البشرية أو إيرادات الإدارة  على سبيل المثال لا الحصر)يتم التعامل معها من قبل الآلاف من الخبراء والعشرات من الإداريين في كل خط طيران بينما الكلفة مختفية بطبيعتها في تقريباً كل نشاط صغير  ويفوَض بها كل عامل. الكمية وحدها ( في حالة استراتيجية التحكم بالنوعية) تأثيرها يلخص مدى سيطرة الشركة.

خلافاً للتحكم التقليدي التحكم بالتكلفة يحتاج لأن يكون جزء من كل عملية في أعمال يوم بيوم ويتطلب الفهم الكامل للعملية بواسطة الخبراء في كل المواضيع المتعلقة بالكلفة.

وهذا ما يجعل الإدارة الناجحة للكلفة جهداً غير منتهي ومعقداً لكن بما أن كل فلس يتم توفيره يتحول مباشرة إلى تحسين الربحية,  توفير كل فلس يترجم بشكل مباشر إلى تحسين ربحية الشركة وهذا جهد يستحق العناء.

يوجد العديد من المقالات ودورات التدريب والكتب المتوفرة في السوق ولكن على أرض الواقع كل خط طيران يواجه مجموعة فريدة من التحديات والتي ينبغي تحليلها وفهمها كلٌ على حدا عندها فقط يمكن تطوير الحلول المناسبة وتنفيذها بناء على المعارف الأولية التي توفرها خطوط طيران رائدة عبر العالم جنباً إلى جنب مع الطرق المبتكرة لتخفيض التكاليف وتوليد الإيرادات الأضافية.

فقط في بعض الحالات القليلة بعض الخطوط الجوية لديها موظفين أكفاء مناسبين على قائمة مرتباتها ويظل هناك جهد ينبغي أن لا يتم بشكل كامل من قبل الخبراء الخارجيين .

أفضل الحلول تتحد مع المعارف الداخلية الممكنة لكل عملية موجودة والإجراءات بالاستعانة بالخبرات الخارجية الأفضل في مجالها فضلاً عن تنفيذ المشاريع. هذا يسمح لنا بتكوين مزيج جيد بالإضافة إلى التدريب المحترف على العمل وتطوير المعارف المناسبة لاستكمال كل الجهود على المدى البعيد.
إنها تقريباً مهمة مستحيلة التحليل الموضوعي لأدائنا ونقاط ضعفنا.

إنه صحيح تماماً  أنك لا يمكنك  تقليص ازدهار شركتك (بتقليل التكلفة بشكل متواصل )ولكن بما أنه الجهود الجدية تبذل في مجال الايرادات فإنه ينبغي أن لا ننسى عامل التكلفة فالتكلفة تحتاج بشكل دائم للفحص والرصد وإلا فان التكلفة ستنمو بسرعة .

في هذه الصناعة هوامش صغيرة ولا يمكن لأي شركة احتمال اضاعة المال وهذا صحيح بالنسبة للأسواق الراكدة أو القليلة النمو كما أن صحيح بالنسبة للأسواق ممتازة الأداء والتي هي أغلبها في طيران العالم العربي  , ولكن مثل أي صناعة أو سوق أخرى حتى في أكثر الأسواق نموا نسبيا،الذي لديه تكلفة أساسية هزيلة يأخذ الصدارة على اعتبار أن كل العوامل الأخرى متساوية.

لا يوجد وقت لإضاعته : انظر إلى أداء التكلفة داخل خطوطك الجوية الآن .

ساشا فيوريد رائد في مجال صناعة الطيران بخبرة عملية تجاوزت العقدين من التخصص في مجال تطوير وبناء وصناعة الطيران وبرامج تخفيض كلفتها .كان ساشا هو مدير تنفيذي لمركز لوفتهانزا لاستشارات الطيران وحديثا رئيس كل مشاريع الأياتا لاستشارات خطوط الطيران والآن يدير شركة استشارات طيران.

للمزيد من المعلومات : 
ManagingDirector@feuerherd.de
www.feuerherd.de