كُشف اليوم النقاب عن التقرير الدولي لـ "أفضل الممارسات في القدرة على الابتكار وأفضل الممارسات في الاستراتيجية التنافسية"، والصادر من اتحاد المجالس التنافسية. ويعرض التقرير نماذج لمشاركات الدول الأعضاء في الاتحاد العالمي للمجالس التنافسية، موضحا بالتفصيل استراتيجيات الابتكار التي تتبعها كل عضو سواء على مستوى الشركات أوعلى مستوى الدول، ومدى مساهمة تلك الاستراتيجيات في ارتفاع معدل النمو لكل دولة. وجاء هذا الإعلان ضمن فعاليات اليوم الثاني للملتقى العالمي للتنافسية، والذي يسلط الضوء على سبل الازهار عبر تبنى مفاهيم الابتكار.
وقد جاءت سوق دبي الحرة،وهي مؤسسة لتجارة التجزئة في المطارات، ضمن تقرير أفضل الممارسات للدول الأعضاء في اتحاد المجالس العالمية، كأحد النماذج التي تمارس الأعمال المبتكرة، حيث ساهمت تلك الممارسات في تعزيز مكانة دولة الإمارات كدولة ذات اقتصاد قائم على الابتكار.
شهدت سوق دبي الحرة منذ تأسيسها في ديسمبر 1983، نموا وتطورا شكل منها قوة اقتصادية قادرة على المنافسة على الصعيد العالمي، لتحقق حجم مبيعات كبير، ونجحت في كسب رضا العملاء بمستويات قياسية. كما تمكنت سوق دبي الحرة من تحقيق زيادة في حجم المبيعات لكل متر مربع من مساحات التجزئة بنسبة تجاوزت المعدل العالمي بمقدار الضعف.
وبهذة المناسبة يقول كولم ماكلوغلين، نائب الرئيس التنفيذي لسوق دبي الحرة: "نشعربالفخر لإدراج سوق دبي الحرة ضمن تقرير أفضل الممارسات الصادرعن الاتحاد العالمي للمجالس التنافسية. لقد حرصت السوق الحرة بدبي منذ تأسيسها في عام 1983 على تخطى المناهج التقليدية والذهاب إلى ماهو أبعد من السياسات والقوالب السائدة في تجارة التجزئة بالمطارات، حيث اعتمدنا نموذجنا الخاص القائم على الابتكار واتباع أفضل الممارسات. لاشك أن لهذا النجاح عوامل عدة، ولكن يأتي الدعم والتأييد الذي دأبت حكومة دبي على توفيرة كأهم العوامل التي مكنتنا من تعزيز مكانتنا كشركة رائدة على مستوى العالم. نأمل أن تكون تلك النجاحات ملهمة للشركات والمؤسسات داخل الدولة، لتعتلى الابتكار منبرا وتتخذ من القدرة التنافسية سبيلا يعزز من مكانة الدولة على المستوى الإقليمي والدولي".
ويقول ماكلوغلين مضيفا: "ينصب تركيزنا واهتماماتنا على مواردنا البشرية، حيث يتم تقديم العديد من البرامج والدورات التدريبة الهادفة لتحسين المهارات وتطوير الكفاءات. ويؤكد استمرار 47 موظف على رأس عملهم حتى الأن منذ أن كانوا ضمن الـ 100 موظف الذين جسدوا القوة العاملة لسوق دبي الحرة وقت تأسيسها في عام 1983، على مدى نجاحنا في هذا المجال. إن تطوير بيئة الأعمال وتعزيز كفاءة جميع إدارات التشغيل، من ركائز سياسات النمو المستمر لسوق دبي الحرة".
إن اتباع سياسات مبنية على المنافسة من خلال الابتكار تعد الركيزة الأساسية لرؤية الإمارات 2021، وهو الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانتها كدولة ذات اقتصاد قوى يوفر الرفاه الاجتماعي والازدهار. وجاءت سوق دبي الحرة كنموذج ممثلا لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال أفضل الممارسات، وذلك بجانب مشاركات من دول أخرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبرازيل وغيرها. ويعد هذا التقرير أحد وسائل نقل المعرفة وتبادل الخبرات التي سيعتمدها الملتقى العالمي للتنافسية، والذي يضم مجموعة من خبراء التنافسية والحكومات وصُناع السياسات والأوساط الأكاديمية وغيرها من قادة الفكر، بهدف بحث ومناقشة سبل تطوير القدرة التنافسية الإقليمية والوطنية.
وفي تعليق له على إطلاق هذا التقرير، قال عبد الله لوتاه، الأمين العام لمجلس الإمارات للتنافسية (ECC):" نحن سعداء بنشر تقرير أفضل الممارسات الصادر من مجلس الإتحاد العالمي للتنافسية. سوف يوفر هذا التقرير فرصة لتسليط الضوء على مناهج الابتكار التي تتبعها الدول الأعضاء في مجلس الإتحاد العالمي للتنافسية. حيث إن تبادل أفضل الممارسات يعتبر أمر حيوي في الدور الذي يلعبه مجلس الإمارات للتنافسية، فهو من الأعمدة المحفزة للتقدم في دولة الإمارات والدافعة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة. كما أن التعرف على أفضل ممارسات الدول في مجال الابتكار هي من الأسباب الرئيسية التي حرصت من أجلها دولة الإمارات على الانضمام في اتحاد المجالس العالمية وكذلك استضافة هذا الملتقى. "
لقد ساهم التطور في الإنتاجية ونمو الأداء الاقتصادي وكفاءة العمل في دولة الإمارات في ارتفاع مرتبتها في التصنيف العالمي، وهو ما أظهرته العديد من التقارير المستقلة ومؤشرات الأداء الدولية. وتمتلك دولة الإمارات بيئة أعمال مُرحبة بالابتكار وحاضنة لعدد متزايد من الشركات والمنظمات التي تضع الابتكار في قمة معايير قياس الأداء، ومن أمثلة ذلك، معهد مصدر في أبو ظبي وشركة دبي التجارية ودوبال في دبي، وكذلك شركة سيراميك رأس الخيمة في رأس الخيمة.
وشهد تقرير هذا العام تقديرا خاصا لسوق دبي الحرة، وذلك نظرا للنجاح في أداءها المرتكز على خدمة العملاء وسعيها في إدخال سلسلة من الابتكارات في نموذج أعمال المناطق الحرة بجانب تطوير وتنمية كافة القطاعات بها.
وتعليقا على إطلاق هذا التقرير، قالت السيدة ديبورا وينس سميث، رئيس مجلس إدارة مجلس الاتحاد العالمي للتنافسية: " يلعب الاتحاد دورا حيويا لتعزيز الحوار بين مختلف الدول الأعضاء، وتقوية الروابط بينهما من أجل توسيع فرص التعاون، ولابد من التأكيد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة كان لها دورا هاما في إنشاء مجلس الاتحاد العالمي للتنافسية. وتأتي استضافة الإمارات للدورة الثالثة للملتقى العالمي للتنافسية السنوي وإطلاق هذا التقرير الهام لأفضل الممارسات، ليعزز من دورها الرائد والهام على الصعيد العالمي".
وأضافت السيدة ديبورا: "يجسد التقرير العالمي لأفضل الممارسات انعكاسا ملموسا على التعاون القوي والمشترك لأعضاء مجلس الاتحاد العالمي للتنافسية نحو دفع وتعزيز القدرة التنافسية على الصعيد الدولي. إن مثل تلك التكوينات الدولية تعمل بمثابة منصات لتبادل الخبرات التي يمكن للحكومات والشركات الاستفادة منها من أجل دفع الازدهار ومواجهة تحديات الاقتصاد العالمي الذي يتبنى مبدأ تعزيز القدرة التنافسية بشكل متزايد".
وقد ساهم تبنى سوق دبي الحرة لثقافة الابتكار في نمو معدل مبيعاتها بشكل مستمر. فمع ارتفاع عدد المسافرين سنويا عبر مطار دبي الدولي بنسبة 10.3 بالمئة في الفترة من (1984-2011)، بلغ متوسط نمو مبيعات لسوق دبي الحرة بنسبة 17.2 بالمئة سنويا في الفترة نفسها.
وحققت سوق دبي الحرة عائدات مادية في عام 2011 بقيمة 1.46 5 بليون دولار ، مما يعكس مدى قدرتها التنافسية على الصعيد الدولي. كما تمكنت من خلال الاعتماد على نموذج الأعمال التجارية القائم على الابتكار، من إدخال مفاهيم جديدة ومبتكرة إلى صناعة تجارة التجزئة في المطارات والمناطق الحرة في العالم.
يسلط الملتقى العالمي للتنافسية الضوء هذا العام على سبل النهوض والازدهار من خلال الابتكار، وهو أول اجتماع من نوعه يعقد في منطقة الشرق الأوسط. ويضم مجموعة من الشخصيات على المشهد العالمي للابتكار، مع تقديم مجموعة من أوراق العمل وجلسات الحوار من أجل مشاركة أفضل الممارسات في مجال القدرة التنافسية الوطنية.