"قمة العرب للطيران والإعلام 2013" تختتم أعمالها في صلالة بمشاركة إعلامية واسعة
الجمعة, 28 حزيران 2013
صلالة، أكد المشاركون في الدورة الثالثة من "قمة العرب للطيران والإعلام" التي اختتمت فعالياتها اليوم في صلالة بسلطنة عمان، أن قطاع الطيران والسياحة في منطقة الشرق الأوسط يواصل لعب دور محوري في دفع عجلة التنمية الاقتصادية على امتداد المنطقة.
وعقدت "قمة العرب للطيران والإعلام 2013" تحت رعاية وزارة السياحة في سلطنة عمان، وقامت "العربية للطيران" بتنظيمها بالتعاون مع محطة "سي أن بي سي عربية" و"إيرباص" وسي أف أم" تحت شعار :"الطيران والسياحة، القوى الدافعة للنمو الاقتصادي". وقد جمع هذا الحدث الذي امتد على مدار يومين عدداً من المتحدثين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم بهدف تسليط الضوء على النمو الذي يشهده قطاع الطيران والسياحة في المنطقة.
وأكد المشاركون أن كون منطقة الشرق الأوسط مركزاً رئيسياً للسفر بقصد العمل أو الترفيه؛ يمنحها مكانة متقدمة ضمن سوق السفر العالمي، في الوقت الذي يبدو فيه أن مستقبل القطاع في الأسواق الناشئة يشهد نمواً واعداً.
وفي كلمتها الافتتاحية، قالت ميثاء بن سيف بن ماجد المحروقي، وكيل وزارة السياحة في سلطنة عمان:"لطالما اعتبرت صلالة وجهة سياحية مميزة، إذ تستقطب السياح والزوار على مدار العام من جميع أنحاء العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، والذين يقصدونها بسبب طبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل. وقد لعب قطاع الطيران دوراً أساسياً في فتح الباب في صلالة أمام أسواق خارجية جديدة، ومازال هذا القطاع يلعب دوراً فاعلاً في النجاحات المتواصلة التي يحققها قطاع السياحة في عمان، والذي من المتوقع أن يسهم بنحو 8 % في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة خلال السنوات القليلة القادمة. علاوة على ذلك، فإن تعزيز التواصل بين السلطنة ودول المنطقة يؤدي بدوره إلى تدفق المزيد من الاستثمارات، وتعزيز العلاقات التجارية المتبادلة، وخلق المزيد من فرص العمل. وسنركز في المرحلة المقبلة على استقطاب المزيد من شركات الطيران العالمية، وتشجيعها على تسيير رحلاتها من وإلى مطار صلالة".
من جهته، قال أندرو غوردون مدير التسويق الاستراتيجي في ايرباص خلال عرض توضيحي خاص قدمه بعنوان "مستقبل الطيران": "يمثل قطاع الطيران إحدى القوى الرئيسية الدافعة لعجلة النمو الاقتصادي العالمي. فلو افترضنا على سبيل المثال أن قطاع الطيران يمثل دولة مستقلة بذاتها، لأصبحت هذه الدولة دون شك عضواً في مجموعة الدول العشرين الكبرى، ولاحتل اقتصادها المرتبة التاسعة عشرة على قائمة الاقتصادات الكبرى في العالم. ونتوقع في "إيرباص" أن يصل عدد المسافرين وعدد الطائرات العاملة في العالم إلى الضعف بحلول العام 2031. علاوة على ذلك، سيشهد سوق الطيران في منطقة الشرق الأوسط نمواً كبيراً خلال السنوات العشرين القادمة، حيث من المتوقع أن يزداد عدد المسافرين بنسبة 6.2 % سنوياً، في حين من المتوقع أن تستلم شركات الطيران العاملة في الشرق الأوسط 1,963 طائرة جديدة موزعة بين الطائرات المخصصة لنقل الركاب وتلك المخصصة للشحن. وبصفتها مركزاً رئيسياً للسفر سواء بقصد السياحة أو العمل، فإن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بموقع فريد يؤهلها للاستفادة القصوى من هذا النمو، خاصة وأنه من المرجح أن يشهد قطاع الطيران في الاقتصادات الناشئة كسلطنة عمان توسعاً كبيراً خلال السنوات القليلة القادمة".
وشهدت القمة جلسات حوارية ناقش خلالها عدد من الخبراء أهم التحديات التي يواجهها قطاع الطيران والسياحة، والسبل الكفيلة بالاستفادة على الوجه الأمثل من الفرص العديدة التي يوفرها القطاع.
بدوره، قال عادل علي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "العربية للطيران" : "لا أحد يشك بالإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها قطاع الطيران والسياحة في العالم العربي، إلا أنه لازالت هناك بعض التحديات الكبيرة التي ينبغي علينا مواجهتها للاستفادة على الوجه الأمثل من هذه الفرص. وتكمن البداية في التطبيق الفاعل لسياسات الأجواء المفتوحة، وتشريع قوانين أكثر انفتاحاً تسمح بالتنقل بحرية عبر الحدود، وإطلاق المزيد من شركات الطيران الخاصة. وبتضافر هذه العوامل، ستتيح هذه المقاربة لقطاع الطيران والسياحة في منطقة الشرق الأوسط الاستفادة بشكل كامل وفعال من الإمكانات التي تقدمها هذه السوق، التي تشير التقديرات إلى أنها تقارب في حجمها اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد المشاركون على الحاجة إلى توافر المزيد من الكوادر المدربة والمؤهلة، الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً لقطاع الطيران في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، قال مايكل هيريرو،المدير الاقليمي لأياتا في الخليج : "إن الفوائد الاجتماعية الكبيرة التي تجنيها المنطقة من وجود قطاع طيران مزدهر، تدل على ضرورة التغلب على العقبات التي تعترض مسيرة نمو هذا القطاع - كالنقص في عدد الكوادر المؤهلة -بالسرعة القصوى. إذ يجب علينا، إلى جانب الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وشراء الطائرات الجديدة، أن نولي أهمية كبرى للاستثمار في الموارد البشرية. إننا نواجه وضعاً استثنائياً للغاية، إذ أن النمو المتواصل الذي يشهده قطاع الطيران، يؤدي إلى خلق الكثير من فرص العمل الجديدة التي لن يكون باستطاعتنا في القريب العاجل إيجاد الكفاءات المناسبة لإشغالها. هناك حاجة ماسة لوضع برامج تدريبية متخصصة بالنواحي الهندسية، وينبغي علينا تشجيع المزيد من الأجيال الشابة على امتداد المنطقة على التفكير في البحث عن فرص عمل ضمن القطاع. وتمثل أكاديميات الطيران المتخصصة، عنصراً أساسياً في الوصول إلى حل لهذه المعضلة، وستضمن حصول هؤلاء الشباب على التدريب اللازم لصقل مهاراتهم حتى يتمكنوا من الانضمام إلى سوق العمل".
ألرجوع الي الصفحة السابقة